rebelhomeschool.com
في مُجتمع كمجتمعنا ضاع سيد البيد – مثل بقية الموهوبين في مجالات عِدة – نتيجة الأغلال الصدئة التي تعاملت معهم وفقًا لأحكام مُقولبة ونظرة ضيقة وأدوات بالية عضَّدها نفوذٌ جائرٌ يُسقِط على أتباعه مرجعية تستقي تراتيلها من الأوراق الصفراء التي عفا عليها الزمن ، وتجاوزتها اللحظة إلى عوالم ذات فضاءات أرحب ومعالجات أعمق.
• لا، فَالذي عَتَّقتهُ رمالُ الجزيرةِ واستودعتْهُ بكارتها يرِدُ الماءَ يا وارد الماء عِلّ المطايا وصُبَّ لنا وطناً في عيونِ الصبايا فما زالَ في الغيبِ مُنتجعٌ للشقاء وفي الريحِ من تعبِ الرَّاحلينَ بقايا إذا ما اصْطَبَحْنَا بشمسٍ مُعتَّقةٍ وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيتِ القناديلِ يا أرضُ كفِّي دماً مُشرَباً بالثآليلِ يا نَخلُ أَدْرِكْ بنا أول الليلِ ها نحن في كبدِ التيهِ نَقْضِي النوافلَ ها نحن نكتبُ تحتَ الثرى مطراً وقوافلَ يا كاهن الحيِّ طالَ النوى كلَّما هَلَّ نجمٌ ثَنَينَا رقابَ المِطيِّ لِتَقْرأَ يا كاهنَ الحيِّ فَرَتِّلْ عَلَينَا هَزِيعاً مِنَ اللَّيلِ والوطَنِ المُنْتَظَرْ.
أدر مهجة الصبح وصب لنا وطناً في الكؤوس يدير الرؤوس واسفح على القوم قهوتك المرة المستطابة وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضى ثم هات الربابة، هات الربابة..
2- قصيدة الصعلوك يفيق من الخوف ظُهراً ويمضي إلى السوقِ يحمل أوراقه وخطاهْ من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكة من يقاسمني نشوة التهلكة ؟ أنت أسطورة أثخنتها المجاعات قل لي: متى تثخن الخيل والليل والمعركة يفيق من الجوع ظهراً ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ من يعلمني لعبة مُبهَمَة ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ واسفك دَمَهْ يفيق من الشعر ظهراً يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ يطوح أقدامه في الهواءْ من يطارحني قمراً ونساءْ ليس هذا المساءْ ليس هذا المساءْ.